الوقفات التدببرية
السؤال : لا يتعلم السحر إلا بشرك وكفر ; وضح ذلك من الآية .
ويستعان في تحصيله بالتقرب إلى الشيطان بارتكاب القبائح : قولا ; كالرقى التي فيها ألفاظ الشرك , ومدح الشيطان , وتسخيره , وعملا ;كعبادة الكواكب , والتزام الجناية , وسائر الفسوق .
وَمَا كَفَرَ سُلَيۡمَٰنُ وَلَٰكِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ ٱلنَّاسَ ٱلسِّحۡرَ
السؤال : ما علاقة كل من الملائكة والشياطين بالبشر ؟
كما أن الملائكة لاتعاون إلا أخبار الناس المشبهين بهم في المواظبة على العبادة , والتقرب إلى الله تعالى بالقول والفعل ; كذلك الشياطين لا تعاون إلا الأشرار المشبهين بهم في الخباثة والنجاسة قولا وفعلا واعتقادا ;وبهذا يتميز الساحر عن النبي والولي .
وَمَا كَفَرَ سُلَيۡمَٰنُ وَلَٰكِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ ٱلنَّاسَ ٱلسِّحۡرَ
السؤال : ما النظرة السليمة التي يجب أن يكون عليها المسلم تجاه الأسباب ؟
وفي هذه الآية وما أشبهها: أن الأسباب مهما بلغت في قوة التأثير.
وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِۦ مِنۡ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ
السؤال : ما المراد بالنفع المنفي من الآية ؟
يتعلمون منهما السحر الذي يضرهم في دينهم , ولا ينفعهم في معادهم . وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡۚ
السؤال : لماذا السحر لا ينفع , ولا يقرب إلى الله تعالى ؟
السحر لا ينفع في الآخرة , ولا يقرب إلى الله , وأن من اشتراه ماله في الآخرة من خلاق ; فإن مبناه على الشرك والكذب والظلم , ومقصود صاحبه الظلم والفواحش .
وَلَقَدۡ عَلِمُواْ لَمَنِ ٱشۡتَرَىٰهُ مَا لَهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنۡ خَلَٰقٖۚ وَلَبِئۡسَ مَا شَرَوۡاْ بِهِۦٓ أَنفُسَهُمۡۚ لَوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ
السؤال : لماذا وردت كلمة (مثوبة ) في الآية نكرة ولم تضف إلى لفظ الجلالة ؟
لمثوبة من عند الله : لم يقل لمثوبة الله _ مع أنه أخصر _ ليشعر التنكير بالتقليل ; فيفيد أن شيئا قليلا من ثواب الله تعالى في الآخرة الدائمة خير من ثواب كثير في الدنيا الفانية , فكيف وثواب الله تعالى كثير دائم ؟
وَلَوۡ أَنَّهُمۡ ءَامَنُواْ وَٱتَّقَوۡاْ لَمَثُوبَةٞ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ خَيۡرٞۚ لَّوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ
السؤال : استنبط من الآية أحد الآداب الإسلامية في مخاطبة الآخرين .
كان المسلمون يقولون حين خطابهم للرسول عند تعليمهم أمر الدين : (راعنا) : أي راع أحوالنا ; فيقصدون بها معنى صحيحا , وكان اليهود يريدون بها معنى فاسدا , فانتهزوا الفرصة , فصاروا يخاطبون الرسول بذلك , ويقصدون المعنى الفاسد , فنهى الله المؤمنين عن هذه الكلمة سدا لهذا الباب ;ففيه : النهى عن الجائز إذاكان وسيلة إلى محرم
يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَقُولُواْ رَٰعِنَا وَقُولُواْ ٱنظُرۡنَا وَٱسۡمَعُواْۗ وَلِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٞ
السؤال : ما أهمية معرفة باب النسخ في الشريعة ودراسته لمن استنباط الأحكام الشرعية ؟
معرفة هذا الباب أكيد , وفائدته عظيمة , لا يستغنى عن معرفته العلماء , ولا ينكره إلا الجهلة الأغبياء لما يترتب عليه من النوازل في الأحكام , ومعرفة الحلال من الحرام .
مَا نَنسَخۡ مِنۡ ءَايَةٍ أَوۡ نُنسِهَا نَأۡتِ بِخَيۡرٖ مِّنۡهَآ أَوۡ مِثۡلِهَآۗ أَلَمۡ تَعۡلَمۡ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ
السؤال : ما فائدة الإيمان بولا ية الله تعالى ونصرته؟
فمن علم أنه تعالى وليه ونصيره _ لا ولي ولا نصير له سواه _ يعلم قطعا أنه لا يفعل به إلا ما هو خير له ; فيفوض أمره إليه تعالى .
أَلَمۡ تَعۡلَمۡ أَنَّ ٱللَّهَ لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۗ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِيّٖ وَلَا نَصِيرٍ
السؤال : متى تكون الأسئلة الشرعية محمودة ومتى تكون مذمومة ؟
والمراد بذلك أسئلة التعنت والاعتراض ..وأما سؤال الاسترشاد والتعلم فهذا محمود قد أمر الله به .
أَمۡ تُرِيدُونَ أَن تَسۡـَٔلُواْ رَسُولَكُمۡ كَمَا سُئِلَ مُوسَىٰ مِن قَبۡلُۗ
السؤال : ما رأيك فيمن يهون من عداوة أهل الكتاب للمسلمين , ويتهم المسلمين بنظرية المؤامرة ؟
ود كثير من أهل الكتاب ; أي تمنوا . ونزلت الآية في حيي بن أخطب وأخيه أبي ياسر , وأشباههما من اليهود ; الذين كانو يحرصون على فتنة المسلمين , ويطمعون أن يردوهم عن الإسلام حسدا .
وَدَّ كَثِيرٞ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَوۡ يَرُدُّونَكُم مِّنۢ بَعۡدِ إِيمَٰنِكُمۡ كُفَّارًا حَسَدٗا مِّنۡ عِندِ أَنفُسِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡحَقُّ
السؤال : ماشروط قبول العمل ؟ وما الدليل عليها ؟
بلى من أسلم وجهه لله ;يقول : من أخلص لله ... (وهو محسن ) ; أي : اتبع فيه الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ فإن للعمل المتقبل شرطين : أحدهما : أن يكون خالصا لله وحده والآخر : أن يكون صوبا موافقا للشريعة , فمتى كان خالصا ولم يكن صوابا لم يتقبل .
بَلَىٰۚ مَنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنٞ فَلَهُۥٓ أَجۡرُهُۥ عِندَ رَبِّهِۦ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ
السؤال : لماذا يرد عمل الرياء ؟ ولماذا ترد البدع فلا تقبل عند الله ؟
من أسلم وجهه لله : أي : أخلص لله أعماله متوجها إليه بقلبه (وهو محسن ) في عبادة ربه ; بأن عبده بشرعه , فأولئك هم أهل الجنة وحدهم ... ويفهم منها أن من ليس كذلك فهو من أهل النار الهالكين , فلا نجاة إلا لأهل الإخلاص للمعبود , والمتابعة للرسول .
بَلَىٰۚ مَنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنٞ فَلَهُۥٓ أَجۡرُهُۥ عِندَ رَبِّهِۦ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ
السؤال : من المستحق لدخول الجنة فضلا من الله وكرما ؟
وإنما يدخل الجنة من أسلم وجهه لله ; أي : أخلص دينه لله وقيل:أخلص عبادته لله وقيل : خضع وتواضع لله . وأصل الإسلام : الا ستسلام والخضوع , وخص الوجه ;لأنه إذا جاد بوجهه في السجود ل يبخل بسائر جوارحه .
بَلَىٰۚ مَنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنٞ فَلَهُۥٓ أَجۡرُهُۥ عِندَ رَبِّهِۦ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ
أعمال
استعذ بالله من شر حاسد إذا حسد , ومن شر النفاثات في العقد.
فَيَتَعَلَّمُونَ مِنۡهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِۦ بَيۡنَ ٱلۡمَرۡءِ وَزَوۡجِهِۦۚ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِۦ مِنۡ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ
اسع في صلح بين اثنين ;وخاصةزوجين , واعلم أن الشيطان وجنده يسعون للإفساد بين الناس والأزواج , فكن أنت مصلحا
فَيَتَعَلَّمُونَ مِنۡهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِۦ بَيۡنَ ٱلۡمَرۡءِ وَزَوۡجِهِۦۚ
حذر المجتمع من وجود السحرة فيه , ووضح خطرهم عليه ووجوب السعي والتعاون لكف شرهم .
وَلَقَدۡ عَلِمُواْ لَمَنِ ٱشۡتَرَىٰهُ مَا لَهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنۡ خَلَٰقٖۚ وَلَبِئۡسَ مَا شَرَوۡاْ بِهِۦٓ أَنفُسَهُمۡۚ لَوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ
استعذ بالله من الحسد , وكن على حذر من أهله .
وَدَّ كَثِيرٞ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَوۡ يَرُدُّونَكُم مِّنۢ بَعۡدِ إِيمَٰنِكُمۡ كُفَّارًا حَسَدٗا مِّنۡ عِندِ أَنفُسِهِم
أرسل رسالة , أو اكتب مقالة تبين فيها أن كثيرا من اليهود والنصارى يودون انحراف المسلمين عن دينهم ; كما أخبر القرآن بذلك .
وَدَّ كَثِيرٞ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَوۡ يَرُدُّونَكُم مِّنۢ بَعۡدِ إِيمَٰنِكُمۡ كُفَّارًا حَسَدٗا مِّنۡ عِندِ أَنفُسِهِم
بادر إلى الصلوات الخمس في وقتها .
أَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَۚ وَمَا تُقَدِّمُواْ لِأَنفُسِكُم مِّنۡ خَيۡرٖ تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِ
توجيهات
كفر الساحر , وتحريم تعلم السحر واستعماله .
وَمَا كَفَرَ سُلَيۡمَٰنُ وَلَٰكِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ ٱلنَّاسَ ٱلسِّحۡرَ
من تعلق بالله كفاه الله شر كل ذي شر
وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِۦ مِنۡ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ
داء الحسد عنصر مؤثر في علاقات أهل الكتاب مع أمة محمد _ صلى الله عليه وسلم .
مَّا يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ وَلَا ٱلۡمُشۡرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيۡكُم مِّنۡ خَيۡرٖ مِّن رَّبِّكُمۡۚ وَٱللَّهُ يَخۡتَصُّ بِرَحۡمَتِهِۦ مَن يَشَآءُۚ
النسخ في الأحكام نوع من التدرج في التشريع وهو رحمة من الله تعالى بالمؤمنين .
مَا نَنسَخۡ مِنۡ ءَايَةٍ أَوۡ نُنسِهَا نَأۡتِ بِخَيۡرٖ مِّنۡهَآ أَوۡ مِثۡلِهَآۗ أَلَمۡ تَعۡلَمۡ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ
كن على يقين أن الخير فيما اختاره الله , والشر فيما حرمه الله سبحانه
مَا نَنسَخۡ مِنۡ ءَايَةٍ أَوۡ نُنسِهَا نَأۡتِ بِخَيۡرٖ مِّنۡهَآ أَوۡ مِثۡلِهَآۗ أَلَمۡ تَعۡلَمۡ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ
العفو والصفح من أخلاق المسلمين العظيمة سواء مع المسلمين , أو مع غيرهم .
فَٱعۡفُواْ وَٱصۡفَحُواْ
معاني الكلمات
اشتراه : اختاره
خلاق : نصيب
راعنا : كلمة كان اليهود يقولونها للنبي صلى الله عليه وسلم بقصد السب , ونسبته إلى الرعونة
ننسخ : نزل , ونرفع .
ننسها : نمحها من القلوب
سواء السبيل : وسط الطريق , وهو الصراط المستقيم
.jpeg)