الوقفات التدبرية
(مَثَلُهُمۡ كَمَثَلِ ٱلَّذِي ٱسۡتَوۡقَدَ نَارٗا فَلَمَّآ أَضَآءَتۡ مَا حَوۡلَهُۥ ذَهَبَ ٱللَّهُ بِنُورِهِمۡ وَتَرَكَهُمۡ فِي ظُلُمَٰتٖ لَّا يُبۡصِرُونَ )
السؤال : ما وجه تشبيه المنافقين بصاحب النار التى أضاءت ثم أظلمت ؟
فإن قيل :ماوجه تشبيه المنافقين بصاحب النار التي أضاءت ثم أظلمت ؟فالجواب من ثلاثة أوجه :أحدهم :أن منفعتهم في الدنيا بدعوى الإيمان شبيه بالنور ,وعذابهم في الآخرة شبيه بالظلمة بعده والثاني : أن استخفاء كفرهم كالنور ,وفضيحتهم كالظلمة , والثالث :أن ذلك فيمن آمن منهم ثم كفر ,فإيمانه نور , , وكفره بعده ظلمة ,ويرجح هذا قوله :(ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا )
(صُمُّۢ بُكۡمٌ عُمۡيٞ فَهُمۡ لَا يَرۡجِعُونَ)
السؤال: لماذا وصف الله سبحانه وتعالى المنافقين بأنهم لا يرجعون؟
قال تعالى (عنهم ) :(صم) أي : عن سماع الخير , (بكم ) (أى ): عن النطق به (عمي) : عن رؤية الحق , (فهم لايرجعون ):لأنهم تركو ا الحق بعد أن عرفوه فلا يرجعون إليه ,بخلاف من ترك الحق عن الجهل وضلال; فإنه لا يعقل ,وهو أقرب رجوعا منهم .
(وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمۡعِهِمۡ وَأَبۡصَٰرِهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ )
السؤال : ماوجه ختم الآية بوصفه سبحانه بالقدرةعلى كل شيء؟
إنما وصف الله تعالى نفسه بالقدرة على كل شيء في هذا الموضع ; لأنه حذر المنافقين بأسه وسطوته ,وأخبرهم أنه بهم محيط ,وعلى إذهاب أسماعهم وأبصارهم قدير .
(يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱعۡبُدُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمۡ وَٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ )
السؤال: بين أنواع الناس المدعوين في الآية.؟
(اعبدو ربكم ):
يدخل فيه الإيمان به سبحانه وتوحيده,وطاعته;فالأمربالإيمان به لمن كان جاحدا, والأمر بالتوحيد لمن كان مشركا ,والأمر بالطاعة لمن كان مؤمنا .
(فَلَا تَجۡعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادٗا وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ)
السؤال : في هذه الآية ضابط لعبادة الله ,فما هو ؟
هذه الآية من المحكم الذي اتفقت عليه الشرائع واجتمعت عليه الكتب ,وهو عمود الخشوع ,وعليه مدار الذل والخضوع.
( وَإِن كُنتُمۡ فِي رَيۡبٖ مِّمَّا نَزَّلۡنَا عَلَىٰ عَبۡدِنَا فَأۡتُواْ بِسُورَةٖ مِّن مِّثۡلِهِۦ وَٱدۡعُواْ شُهَدَآءَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ فَإِن لَّمۡ تَفۡعَلُواْ وَلَن تَفۡعَلُواْ )
السؤال: هذه الآية تدل على معجزة ظاهرة للقرآن الكريم ,وضحها .
أي :ولن تفعلوا ذلك أبدا ,وهذه أيضا معجزة أخرى, وهو أنه أخبر خبرا جازما قاطعا مقدما غير خائف ولا مشفق أن هذا القران لايعارض بمثله أبد الآبدين , ودهر الدهرين , وكذلك وقع الأمر لم يعارض من لدنه إلى زماننا هذا ,ولا يمكن ,وأنى يتأتى ذلك لأح
(وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُۖ أُعِدَّتۡ لِلۡكَٰفِرِينَ )
السؤال : لماذا قدم الناس على الحجارة في إيقاد النار ؟
وبدأ سبحانه بالناس ;لأنهم الذين يدركون الآلام ,أو لكونهم أكثر إيقادا من الجماد ;لما فيهم من الجلود واللحوم والشحوم ,ولأن في ذلك مزيد التخويف .
أعمال
(مَثَلُهُمۡ كَمَثَلِ ٱلَّذِي ٱسۡتَوۡقَدَ نَارٗا فَلَمَّآ أَضَآءَتۡ مَا حَوۡلَهُۥ ذَهَبَ ٱللَّهُ بِنُورِهِمۡ وَتَرَكَهُمۡ فِي ظُلُمَٰتٖ لَّا يُبۡصِرُونَ )
اقرأ اليوم مثلا واحدا من أمثلة القرآن ,واجتهد في فهمه.
(ذَهَبَ ٱللَّهُ بِنُورِهِمۡ وَتَرَكَهُمۡ فِي ظُلُمَٰتٖ لَّا يُبۡصِرُونَ )
نور القلب بيد الله سبحانه ,فادع الله بقولك : "اللهم اجعل في قلبي نورا ,وفي بصري
(فَٱتَّقُواْ ٱلنَّارَ ٱلَّتِي وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُۖ أُعِدَّتۡ لِلۡكَٰفِرِينَ )
تأمل هذه الآية ,ثم استخرج منها فائدة وأرسلها في رسالة .
(فَٱتَّقُواْ ٱلنَّارَ ٱلَّتِي وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُۖ أُعِدَّتۡ لِلۡكَٰفِرِينَ )
توجيهات
( يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱعۡبُدُواْ رَبَّكُمُ)
عبادة الله سبحانه وتعالى هي الغاية من وجودك
(ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ فِرَٰشٗا وَٱلسَّمَآءَ بِنَآءٗ وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَخۡرَجَ بِهِۦ مِنَ ٱلثَّمَرَٰتِ رِزۡقٗا لَّكُمۡۖ)
التأمل في مخلوقات الله سبحانه سبب لزيادة اليقين ولإيمان في قلب العبد .
(ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ فِرَٰشٗا وَٱلسَّمَآءَ بِنَآءٗ وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَخۡرَجَ بِهِۦ مِنَ ٱلثَّمَرَٰتِ رِزۡقٗا لَّكُمۡۖ فَلَا تَجۡعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادٗا وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ )
من الخلل العقلي والشرعي أن يكرمك الكريم ,ثم تشرك معه غيره .
معاني الكلمات
بكم : لاينطقون بالحق
كصيب :كمطر شديد
أندادا:نظراء وأمثالا
ريب : شك
.jpeg)
