سورة البقرة تفسير وتدبرومعاني الكلمات (من 40 الى 50)

 الوقفات التدبرية

   ( يَٰبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ )

السؤال : لماذا نادى اليهود ناسبا إياهم إلى أبيهم إسرائيل (يعقوب ) عليه السلام ؟ 

مهيجا لهم بذكر أبيهم إسرائيل , وهو نبي الله يعقوب  عليه السلام وتقديره : يا بني العبد الصالح المطيع لله : كونوا مثل أبيكم في متابعة الحق , كما تقول :يا ابن الكريم : افغل كذا , يا ابن الشجاع :بارز الأبطال يا ابن العالم : اطلب العلم , ونحوذلك . 

*****

 (وَءَامِنُواْ بِمَآ أَنزَلۡتُ مُصَدِّقٗا لِّمَا مَعَكُمۡ وَلَا تَكُونُوٓاْ أَوَّلَ كَافِرِۭ بِهِۦۖ)

 السؤال : كيف يكون القرآن مصدقا للكتب  السابقة ؟ 

تصديق القرآن للتوراة وغيرها , وتصديق محمد صلى الله عليه وسلم للأنبياء والمتقدمين له ثلاث معان : أحدها : أنهم أخبروا به ; ثم ظهر كما قالوا ; فتبين صدقهم  في الإخبار به , والآخر : أنه صلى الله عليه وسلم  أخبر أنهم أنبياء , وأنزل عليهم  الكتب فهو مصدق  لهم ;  أي: شاهد  بصدقهم , والثالث : أنه وافقهم فيما  في  كتبهم من التوحيد وذكر الدار  الآخرة وغير ذلك من عقائد الشرائع ; فهو مصدق  لهم لاتفاقهم في الإيمان  بذلك 

******

 (وَلَا تَشۡتَرُواْ بِـَٔايَٰتِي ثَمَنٗا قَلِيلٗا وَإِيَّٰيَ فَٱتَّقُونِ)

السؤال : كيف يشتري الإنسان بآت الله ثمنا قليلا ؟ 

وهذه الآية وإن كانت خاصة ببني إسرائيل فهي تتناول من فعل فعلهم ; فمن أخذ رشوة على تغيير  حق أو  إبطاله ,أو امتنع من تعليم ماوجب عليه أو  أداء ما عليه وقد تعين عليه  حتى يأخذ عليه أجرا فقد دخل في مقتضى  الآية 

*****

 (وَلَا تَلۡبِسُواْ ٱلۡحَقَّ بِٱلۡبَٰطِلِ وَتَكۡتُمُواْ ٱلۡحَقَّ وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ)

السؤال: بماذا استدل بالآية ؟

استدل بالآية على أن العالم بالحق يجب عليه إظهاره , ويحرم عليه كتمانه بالشروط المعروفة لدى العلماء . 

*****

(أَتَأۡمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلۡبِرِّ وَتَنسَوۡنَ أَنفُسَكُمۡ)

السؤال : صاحب المعصية إذا رأى غيره يفعلها; هل يسكت عنه ؟ 

وليس المراد : ذمهم على أمرهم بالبر مع تركهم له , بل على تركهم له ;فإن الأمر بالمعروف  معروف , وهو واجب على العالم , ولكن الواجب والأولى بالعالم  أن يفعله مع أمرهم به ولا يتخلف عنهم ... فكل لأمر بالمعروف وفعله واجب , لا يسقط أحدهمابترك الآخر . 

*****

 (وَٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى ٱلۡخَٰشِعِينَ)

السؤال : ما الصفة التي تحبب الصلاة للمؤمن , وتشوقه إليها ؟ 

أخبر الله جل ثناؤه  أن الصلاة كبيرة إلا على من هذه صفته  الخاشعين 

*****

 (وَٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى ٱلۡخَٰشِعِينَ)

 السؤال : لماذا لم تثقل الصلاة على الخاشعين؟ 

وإنما لم تثقل  عليهم ;لأنهم عارفون بما يحصل لهم فيها , متوقعون ما ادخر من ثوابها ; فتهون عليهم ولذلك قيل :" من عرف ما يطلب هان عليه ما يبذل , ومن أيقن بالخلف جاد بالعطية ." 

*****

أعمال 

  (يَٰبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتِيَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ وَأَوۡفُواْ بِعَهۡدِيٓ أُوفِ بِعَهۡدِكُمۡ وَإِيَّٰيَ فَٱرۡهَبُونِ)

ذكر اليوم من حولك بنعم الله عليكم ووجوب شكرها حتى تدوم . 

 ( وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱرۡكَعُواْ مَعَ ٱلرَّٰكِعِينَ)

احرص اليوم على التبكير لصلاة الجماعة , وذكر  غيرك بفضلها , وأكثر من تعظيم الله في الركوع . 

(أَتَأۡمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلۡبِرِّ وَتَنسَوۡنَ أَنفُسَكُمۡ وَأَنتُمۡ تَتۡلُونَ ٱلۡكِتَٰبَۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ)

حدد فعلا خاطئا تغلبك نفسك عليه أحيانا , وحذر منه غيرك , لعله يثيرك فيك الحياء من الله ; فتتركه أبدا 

 توجيهات 

(فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ)

اتباع تعاليم الدين يحصل به الأمن وانشراح الصدر , ويبعد الخوف والضيق في الدنيا والآخرة 

 (وَلَا تَشۡتَرُواْ بِـَٔايَٰتِي ثَمَنٗا قَلِيلٗا وَإِيَّٰيَ فَٱتَّقُونِ)

لا تجعل هدفك من حفظ كتاب الله وفهمه تحصيل شيء من متاع الحياة الدنيا 

 (وَٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى ٱلۡخَٰشِعِينَ)

بالصبر والصلاة تتيسر الحياة .

معاني الكلمات 

ولا تلبسوا: لا تخلطوا 

فارهبون : خافون 

يظنون : يوقنون 

عدل : فدية

( سميت سورة البقرة بهذا الاسم لورود قصة بقرة بني إسرائيل فيها , وفيها إشارة إلى وجوب  المسارعة إلى تطبيق شرع الله , وعدم التلكؤ فيه كما حصل من يهود. ))

من مقاصد السورة 

الأمر بتحقيق الخلافة في الأرض بإقامة الإسلام , والاستسلام لله , والتحذير من حال بني إسرائيل . 

الفوائد

.((من أعظم الخذلان أن يأمر الإنسان غيره بالبر , وينسى نفسه )).

.(( الصبر والصلاة من أعظم ما يعين العبد في شؤونه كلها )).

.(( في يوم القيامة لا يدفع العذاب عن المرء الشفعاء ولا الفداء , ولا ينفعه إلا عمله الصالح )).