تفسيرملخص للصور مع الاسئلة والاجوبة

التفسير والتدبر لكتاب الله هو من أعظم القربات وأشرف المهمات، وهو الذي يفتح القلوب، ويحيي الأرواح، ويصلح النفوس. نحن نعمل بشكل مجهود لتفسير وتدبير ومعاني الكلمات للقران الكريم. القران الكريم هوا اصدق كتاب في حياة البشر والله انزله على حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم.

سورة البقرة تفسير وتدبرومعاني الكلمات (من 62 الى 70)






  الوقفات التدبرية 

(إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَٱلَّذِينَ هَادُوا۟ وَٱلنَّصَـٰرَىٰ وَٱلصَّـٰبِـِٔينَ مَنْ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلْـَٔاخِرِ وَعَمِلَ صَـٰلِحًۭا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)

 السؤال : لماذا وردت هذه الآية بعد ذكر قبائح بني إسرائيل ؟ 

وهذه طريقة القرآن : إذا وقع في بعض النفوس عند سياق الآيات بعض الأوهام , فلا بد أن تجد ما يزيل ذلك الوهم ; لأنه تنزيل من يعلم الأشياء قبل وجودها , ومن رحمته وسعت كل شيء , وذلك  والله أعلم  أنه لما ذكر بني إسرائيل وذمهم, وذكر معاصيهم وقبائحهم , ربما وقع في بعض النفوس  أنهم كلهم يشملهم الذم , فأرارد  الباري تعالى أن يبين  من لم يلحقه الذم منهم بوصفه . ولما كان أيضا ذكر بني إسرائيل خاصة يوهم الآختصاص بهم ; ذكر  تعالى حكما  عاما يشمل الطوائف كلها ; ليتضح الحق ويزول التوهم والإشكال 


(وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَـٰقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ ٱلطُّورَ خُذُوا۟ مَآ ءَاتَيْنَـٰكُم بِقُوَّةٍۢ )

السؤال :  إلى ماذا يشير أخذ ما أنزل الله بقوة في الآية ؟ 

المراد بالقوة الجد والاجتهاد وعدم التكاسل والتغافل . 

(وَلَقَدۡ عَلِمۡتُمُ ٱلَّذِينَ ٱعۡتَدَوۡاْ مِنكُمۡ فِي ٱلسَّبۡتِ فَقُلۡنَا لَهُمۡ كُونُواْ قِرَدَةً خَٰسِـِٔينَ)

السؤال : لماذا جعل اعتداء اليهود في السبت مع أنهم حفروا يوم الجمعة ؟ 

وإنما جعل الاعتداء فيه مع أن الحفر في يوم الجمعة لأن أثره الذي ترتب عليه  العصيان _ وهو دخول الحيتان للحياض _ يقع في السبت .

(فَجَعَلْنَـٰهَا نَكَـٰلًۭا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةًۭ لِّلْمُتَّقِينَ )

 السؤال : لماذا خصت الموعظة بالمتقين ؟

ولكنها لا تكون موعظة نافعة إلا للمتقين , وأما من عداهم فلا ينتفعون بالآيات .

(وَإِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِۦٓ إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُكُمۡ أَن تَذۡبَحُواْ بَقَرَةٗۖ)

السؤال : ما الحكمة في أمر الله تعالى لهم بذبح بقرة ؟ 

قال الماوردي : "وإنما أمروا _ والله أعلم _ بذبح بقرة دون غيرها ; ليهون عندهم ما كان يرونه من تعظيمه , وليعلم بإجابتهم ما كان في نفوسهم من عبادته " . 

(قَالُوٓا۟ أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًۭا ۖ قَالَ أَعُوذُ بِٱللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْجَـٰهِلِينَ)

 السؤال : لماذا رد موسى على سؤال قومه بقوله :( أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين ) ؟ 

لأنه لا يليق بالعقلاء الأفاضل ; فإنه أخص من المزح لأن في الهزؤ مزحا مع استخفاف  واحتقار للممزوح معه , على أن المزح لايليق في المجامع العامة والخطابة , على أنه لا يليق بمقام الرسول ; ولذا تبرأ منه موسى . 

(قَالُواْ ٱدۡعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوۡنُهَاۚ قَالَ إِنَّهُۥ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٞ صَفۡرَآءُ فَاقِعٞ لَّوۡنُهَا تَسُرُّ ٱلنَّٰظِرِينَ )

 السؤال : ما خطورة التعنت والتشدد في الدين ؟ 

فلو لم يعترضوا لأجزات  عنهم أدنى بقرة , ولكنهم شددوا فشدد عليهم , حتى انتهوا إلى البقرة التي أمروا بذبحها فوجدوها عند  رجل ليس له بقرة غيرها , فقال : والله لا أنقصها من ملء جلدها ذهبا فأخذوها فذبحوها 

أعمال 

(خُذُوا۟ مَآ ءَاتَيْنَـٰكُم بِقُوَّةٍۢ وَٱذْكُرُوا۟ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)

اخرج اليوم إلى أعمالك الدينية والدنيوية مبكرا , وحاول أن تكون أكثر جدية , وأعلى همة , ثم تأمل الفرق في النتائج . 

(وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ ٱلَّذِينَ ٱعْتَدَوْا۟ مِنكُمْ فِى ٱلسَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا۟ قِرَدَةً خَـٰسِـِٔينَ )

أرسل رسلة لمن حولك تذكر فيها أن المعصية بتحايل أكثر جلبا لسخط الله من المعصية بلا تحايل . 

(قَالُوا۟ ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا ۚ)

أرسل رسالة تذكر المجتمع فيها بعلم الله سبحانه بالفرق بين التقوى الكاذبة والتقوى الصادقة. 


 توجيهات 

(خُذُوا۟ مَآ ءَاتَيْنَـٰكُم بِقُوَّةٍۢ وَٱذْكُرُوا۟ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)

على المسلم أن يتمسك بدينه بقوة  , وأن لا يكون سريع  التنازل عن شيء منه أمام الأحداث والمصائب 

خُذُوا۟ مَآ ءَاتَيْنَـٰكُم بِقُوَّةٍۢ وَٱذْكُرُوا۟ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ

(ثُمَّ تَوَلَّيْتُم مِّنۢ بَعْدِ ذَٰلِكَ ۖ فَلَوْلَا فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُۥ لَكُنتُم مِّنَ ٱلْخَـٰسِرِينَ)

اذكر فضل الله ورحمته عليك بهذا لإسلام , واشكره على ذلك ; فلولاه لكنت من الخاسرين في الدنيا ولآخرة 

(فَجَعَلْنَـٰهَا نَكَـٰلًۭا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةًۭ لِّلْمُتَّقِينَ)

مايحصل لغيرك من عقوبة فيه عبرة وعظة لك . 


 معاني الكلمات 


والصابئين : قوم باقون على فطرتهم , ولا دين لهمك يتبعونه . 

فارض : مسنة هرمة 

 بكر : صغير فتية 

عوان : متوسط بين المسنة والصغيرة .   


( سميت سورة البقرة بهذا الاسم لورود قصة بقرة بني إسرائيل فيها , وفيها إشارة إلى وجوب  المسارعة إلى تطبيق شرع الله , وعدم التلكؤ فيه كما حصل من يهود. ))


من مقاصد السورة 
الأمر بتحقيق الخلافة في الأرض بإقامة الإسلام , والاستسلام لله , والتحذير من حال بني إسرائيل . 

الفوائد 
.(( الحكم المذكور في الآية الأولى لما قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم , وأما بعد بعثته فإن الدين المرضي عند الله هو الإسلام  , لا يقبل غيره , كما قال الله تعالى : ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه ) )). 

.(( قد يعجل الله العقوبة على بعض المعاصي في الدنيا قبل الآخرة; لتكون تذكرة يتعظ بها الناس فيحذروا مخالفة أمر الله تعالى )). 

.(( أن من ضيق على نفسه وشدد عليه فيما ورد موسعا الشريعة , قد يعاقب با لتشديد عليه )).