الوقفات التدبرية
السؤال : كيف تفهم من هذه الآية الذم لمن يقرأ القرآن بغير فهم ؟
إلا أماني : تلاوة بغير فهم
وَمِنۡهُمۡ أُمِّيُّونَ لَا يَعۡلَمُونَ ٱلۡكِتَٰبَ إِلَّآ أَمَانِيَّ وَإِنۡ هُمۡ إِلَّا يَظُنُّونَ
السؤال : ترك تدبر القرآن الكريم والعمل به مذموم في القرآن الكريم ; بين ذلك .
هذه صفة من لا يفقه كلام الله , ويعمل به , وإنما يقتصر على مجرد تلاوته , كما قال الحسن البصري نزل القرآن ليعمل به ; فاتخذوا تلاوته عملا .
وَمِنۡهُمۡ أُمِّيُّونَ لَا يَعۡلَمُونَ ٱلۡكِتَٰبَ إِلَّآ أَمَانِيَّ وَإِنۡ هُمۡ إِلَّا يَظُنُّونَ
السؤال : منحرف نص الكتاب أو معناه فهو ظالم من جهتين . بينهما .
وإنما فعلو ذلك مع علمهم ( ليشتروا به ثمنا قليلا ), والدنيا كلها من أولها إلى آخرها ثمن قليل , فجعلوا باطلهم شركا يصطادون به ما في أيدي الناس , فظلموهم من وجهين : من جهة تلبيس دينهم عليهم , ومن جهة أخذ أموالهم بغير حق , بل بأبطل الباطل , وذلك أعظم ممن يأخذها غصبا وسرقة ونحوهما .
فَوَيۡلٞ لِّلَّذِينَ يَكۡتُبُونَ ٱلۡكِتَٰبَ بِأَيۡدِيهِمۡ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ لِيَشۡتَرُواْ بِهِۦ ثَمَنٗا قَلِيلٗاۖ
السؤال : لماذا قرن الله سبحانه بين حفه وحق الوالدين ؟
وأمرناهم بالوالدين إحسانا . وقرن الله عز وجل في هذه الآية حق الوالدين بالتوحيد لأن النشأة الأولى من عند الله , والنشىء الثاني وهو التربية من جهة الوالدين , ولهذا قرن تعالى الشكر لهما بشكره
وَإِذۡ أَخَذۡنَا مِيثَٰقَ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ لَا تَعۡبُدُونَ إِلَّا ٱللَّهَ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَانٗا
السؤال : لماذا ذكر القول الحسن بعد أن ذكر الإحسان ؟ وناسب أن يأمرهم بأن يقولوا للناس حسنا بعد ما أمرهم بالإحسان إليهم بالفعل ; فجمع بين طرفي الإحسان الفعلي والقولي
وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَانٗا وَذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسۡنٗا
السؤال : بين فضل الإحسان في القول ومكانته في الدين .
وجعل الإحسان لسا ئر الناس بالقول ; لأنه القدر الذي يمكن معاملة جميع الناس به , وذلك أن أصل القول أن يكون عن اعتقاد , فهم إذا قالو للناس حسنا فقد أضمروا لهم خيرا .
وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسۡنٗا
السؤال : بين فضل الإحسان في القول ومكانته في الدين .
هو اللين في القول , والمعاشرة بحسن الخلق
السؤال: ماواجبنا تجاه أسارى المسلمين في العالم ؟
وردت الآثار عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه فك الأسارى, وأمر بفكهم , وجرى بذلك عمل المسلمين , وانعقد به الإجماع , ويجب فك الأسارى من بيت المال , فإن لم يكن فهو فرض على كافة المسلمين ,ومن قام به منهم أسقط الفرض عن الباقين .
وَإِن يَأۡتُوكُمۡ أُسَٰرَىٰ تُفَٰدُوهُمۡ
السؤال : كيف ترد بهذه الآية على من يزعم الإيمان وهو لا يعمل ؟
وفيها أكبر دليل على أن الإيمان يقتضي فعل الأوامر واجتناب النواهي , وأن المأمورات من الإيمان
أَفَتُؤۡمِنُونَ بِبَعۡضِ ٱلۡكِتَٰبِ وَتَكۡفُرُونَ بِبَعۡضٖۚ
السؤال : ما السبب الذي جعل بعض الناس يؤمنون ببعض الكتاب , ويكفرون ببعض ؟
أخبر تعالى عن السبب الذي أوجب لهم الكفر ببعض الكتاب والإيمان ببعضه , فقال ( أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة ).
أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشۡتَرَوُاْ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا بِٱلۡأٓخِرَةِۖ
السؤال : من الذي ينصره الله تعالى بروح القدس ؟
التأييد بروح القدس لمن ينصر الرسل عام في كل من نصرهم على من خالفهم من المشركين وأهل الكتاب .
وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَٰبَ وَقَفَّيۡنَا مِنۢ بَعۡدِهِۦ بِٱلرُّسُلِۖ وَءَاتَيۡنَا عِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ ٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَيَّدۡنَٰهُ بِرُوحِ ٱلۡقُدُسِۗ
السؤال : إلى أين يجر الهوى صاحبه ؟
وسمي الهوى هوى ; لأنه يهوى بصاحبه إلى النار , ولذلك لا يستعمل في الغالب إلا فيما ىليس بحق وفيما لا خير فيه .
أَفَكُلَّمَا جَآءَكُمۡ رَسُولُۢ بِمَا لَا تَهۡوَىٰٓ أَنفُسُكُمُ ٱسۡتَكۡبَرۡتُمۡ
السؤال : ماذا قصد اليهود من قولهم (قلوبنا غلف ) وبماذا عوقبوا ؟
قلوبنا مغشاة بأغشية خلقية , مانعة عن نفوذ ما جئت به ; فيها إقناط النبي صلى الله عليه وسلم عن الإجابة , وقطع طمعه عنهم بالكلية ; فأقصاهم الله تعالى عن رحمته .
وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلۡفُۢۚ بَل لَّعَنَهُمُ ٱللَّهُ بِكُفۡرِهِمۡ فَقَلِيلٗا مَّا يُؤۡمِنُونَ
السؤال : لماذا لعنهم الله وأبعدهم عن رحمته ؟
أضرب الله سبحانه عنه بقوله (بل ) ; أي : ليس الأمر كما قالو من هناك غلفا حقيقة , بل ( لعنهم الله ) ;أي : طردهم الملك الأعظم عن قبول ذلك ; لأنهم ليسوا بأهل للسعادة بعد أن خلقهم على الفطرة الأولى القويمة لا غلف على قلوبهم ; لأن اللعن إبعاد في المعنى والمكانة .
وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلۡفُۢۚ بَل لَّعَنَهُمُ ٱللَّهُ بِكُفۡرِهِمۡ فَقَلِيلٗا مَّا يُؤۡمِنُونَ
السؤال : ما سبب كفر الهيود ؟
كفرهم كان لمجرد العناد الذي هو نتيجة الحسد لا للجهل , وهو أبلغ في الذم ; لأن الجاهل قد يعذر .
فَلَمَّا جَآءَهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِۦۚ فَلَعۡنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ
السؤال : الجزاء من جنس العمل ; وضح ذلك من الآية .
لما كان كفرهم سببه البغي والحسد , ومنشأ ذلك التكبر ; قوبلوا بالإهانة والصغار في الدنيا و الآخرة
بِئۡسَمَا ٱشۡتَرَوۡاْ بِهِۦٓ أَنفُسَهُمۡ أَن يَكۡفُرُواْ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ بَغۡيًا أَن يُنَزِّلَ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦۖ فَبَآءُو بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبٖۚ وَلِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابٞ مُّهِينٞ
السؤال لماذا باء اليهود بغضب بعد غضب ؟
فلعنهم الله , وغضب عليهم غضبا بعد غضب ; لكثرة كفرهم , وتوالي شكهم وشركهم .
فَبَآءُو بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبٖۚ
السؤال : بين القرآن أن سبب كفرهم بالقرآن إنما هو التعصب والهوى , وضح ذلك من خلال الآية .
فلم تؤمنون بما أنزل عليكم , وتكفرون بنظيره ؟ هل هذا إلا تعصب واتباع للهوى ؟
وَهُوَ ٱلۡحَقُّ مُصَدِّقٗا لِّمَا مَعَهُمۡۗ
السؤال : على ماذا تدل إضافة اسم أحد المخلوقات إلى اسم الله تعالى؟
في إضافة (أنبياء ) إلى الاسم الكريم تشريف عظيم , وإيذان بأنه كان ينبغي لمن جاء من عند الله تعالى أن يعظم وينصر , لا أن يقتل .
قُلۡ فَلِمَ تَقۡتُلُونَ أَنۢبِيَآءَ ٱللَّهِ مِن قَبۡلُ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ
السؤال : تأديب المعاند على قدر عناده , إلى أي مدى بلغ تأديب اليهود ؟
ورفعنا فوقكم الطور : الجبل العظيم ; الذي جعلناه زاجرا لكم عن الرضا بالإقامة في حضيض الجهل , ورافعا إلى أوج العلم ... ومن سمع فلم يقبل كان كمن لم يسمع . قال : ( واسمعوا ) : وإلا دفناكم به ; وذلك حيث يكفي غيركم في التأديب رفع الدرة والسوط عليه فينبعث للتعلم .
وَإِذۡ أَخَذۡنَا مِيثَٰقَكُمۡ وَرَفَعۡنَا فَوۡقَكُمُ ٱلطُّورَ خُذُواْ مَآ ءَاتَيۡنَٰكُم بِقُوَّةٖ وَٱسۡمَعُواْۖ
السؤال : ما نوع السماع الذي أراده الله سبحانه منا للقرآن الكريم ؟ أي : سماع قبول , وطاعة , واستجابة.
خُذُواْ مَآ ءَاتَيۡنَٰكُم بِقُوَّةٖ وَٱسۡمَعُواْۖ
أعمال
أرسل رسالة عن أهمية إصلاح السريرة من خلال هذه الآية .
أَوَ لَا يَعۡلَمُونَ أَنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعۡلِنُونَ
ابدأاليوم ببرنامج في فهم آيات القرآن من خلال قراءة أحد التفاسير الميسرة ; لتكون ممن فهم كلام الله تعالى
وَمِنۡهُمۡ أُمِّيُّونَ لَا يَعۡلَمُونَ ٱلۡكِتَٰبَ إِلَّآ أَمَانِيَّ وَإِنۡ هُمۡ إِلَّا يَظُنُّونَ
اختر إحدى هذه العبادات , ونفذها اليوم حتى تكون عاملا بالقران , وانظر كيف تجد قلبك بعد ذلك
لَا تَعۡبُدُونَ إِلَّا ٱللَّهَ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَانٗا وَذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ
اسمع في فك أسير أو سجين بشفاعة ,أو بتقديم مال , أو بدعوة صالحة في جوف الليل , أو في ساعة إجابة .
وَإِن يَأۡتُوكُمۡ أُسَٰرَىٰ تُفَٰدُوهُمۡ
اطلب النصيحة من أحد زملا ئك , واقبلها طالما أنها حق , ولا تردها لأنها لا توافق هواك .
أَفَكُلَّمَا جَآءَكُمۡ رَسُولُۢ بِمَا لَا تَهۡوَىٰٓ أَنفُسُكُمُ ٱسۡتَكۡبَرۡتُمۡ فَفَرِيقٗا كَذَّبۡتُمۡ وَفَرِيقٗا تَقۡتُلُونَ
قل : رضيت بالله ربا , وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا , وبا لإسلام دينا " .
أَفَكُلَّمَا جَآءَكُمۡ رَسُولُۢ بِمَا لَا تَهۡوَىٰٓ أَنفُسُكُمُ ٱسۡتَكۡبَرۡتُمۡ
استعذ بالله من البغي والحسد .
بِئۡسَمَا ٱشۡتَرَوۡاْ بِهِۦٓ أَنفُسَهُمۡ أَن يَكۡفُرُواْ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ بَغۡيًا أَن يُنَزِّلَ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦۖ
اسأل الله سبحانه أن يرزقك التواضع , ودرب نفسك عليه ; فإنه مفتاح الخير , كما أن الكبر مفتاح الشر .
بِئۡسَمَا ٱشۡتَرَوۡاْ بِهِۦٓ أَنفُسَهُمۡ أَن يَكۡفُرُواْ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ بَغۡيًا أَن يُنَزِّلَ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦۖ
قل هذا الدعاء وحافظ عليه : " اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك , وبمعافاتك من عقوبتك ;" فإن اليهود لما سخط الله عليهم فضح عيوبهم وأسرار هم على رؤؤس الخلائق .
قَالُواْ سَمِعۡنَا وَعَصَيۡنَا وَأُشۡرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلۡعِجۡلَ بِكُفۡرِهِمۡۚ
توجيهات
تذكر أن الله يعلم ما تسر وما تعلن ; فلا يرينك في سرك وعلانيتك إلا على خير .
أَوَ لَا يَعۡلَمُونَ أَنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعۡلِنُونَ
لا تتهاون بعذاب ;فذلك يفضي إلى القسوة ومزيد من المعاصي
وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلَّآ أَيَّامٗا مَّعۡدُودَةٗۚ قُلۡ أَتَّخَذۡتُمۡ عِندَ ٱللَّهِ عَهۡدٗا فَلَن يُخۡلِفَ ٱللَّهُ عَهۡدَهُۥٓۖ
قرن الله حق الوالدين بحقه ; فلاتتساهل في حق والديك .
لَا تَعۡبُدُونَ إِلَّا ٱللَّهَ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَانٗا
تأمل كيف سمى الله تعالى قتل بعضهم بعضا قتلا لأنفسهم ; لأن المؤمن مع أخيه كا لنفس الواحدة ; يحزنه ما أحزنه , ويفرحه ما أفرحه .
ثُمَّ أَنتُمۡ هَٰٓؤُلَآءِ تَقۡتُلُونَ أَنفُسَكُمۡ
الإيمان بالله سبحانه هو الرضى بالدين كاملا , أما انتقاء بعض الأحكام ورد البعض الآخر فنوع من النفاق والعياذ بالله .
أَفَتُؤۡمِنُونَ بِبَعۡضِ ٱلۡكِتَٰبِ وَتَكۡفُرُونَ بِبَعۡضٖۚ
اليهود غير مؤ تمنين على التوراة التي بين أيديهم ; فكيف يؤ تمنون على غيرها من المعاهدات والمواثيق.
أَفَتُؤۡمِنُونَ بِبَعۡضِ ٱلۡكِتَٰبِ وَتَكۡفُرُونَ بِبَعۡضٖۚ
معاني الكلمات
أميون : يجهلون القراءة والكتابة
أماني : تلاوة أو أكاذيب تلقوها عن أحبارهم
فويل : هلاك ودمار
ميثاق : العهد المؤكد .
تفادوهم : تسعوا في تحريرهم من الأسر
خزي : ذل وفضيحة .
وقفينا : أتبعنا
غلف : مغطاة
يستفتحون : يستنصرون به على المشركين .
فباءوا : رجعوا.
.jpeg)
