الوقفات التدبرية
السؤال : لماذادعى إبراهيم وإسماعيل بالقبول؟
تقبل منا أي : عاملنا بفضلك , ولا ترده علينا ; إشعارا بالاعتراف بالتقصير ;لحقارة العبد وإن اجتهد في جنب عظمة مولاه .
وَإِذۡ يَرۡفَعُ إِبۡرَٰهِـۧمُ ٱلۡقَوَاعِدَ مِنَ ٱلۡبَيۡتِ وَإِسۡمَٰعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلۡ مِنَّآۖ
السؤال :لماذا آثر صيغة المضارع (يرفع ) مع أن القصة ماضية ؟
وآثر صيغة المضارع مع أن القصة ماضية استحضارا لهذا الأمر ; ليقتدي الناس به في إتيان الطاعات الشاقة مع الابتهال في قبولها , وليعلموا عظمة البيت المبني ; فيعظموه .
وَإِذۡ يَرۡفَعُ إِبۡرَٰهِـۧمُ ٱلۡقَوَاعِدَ مِنَ ٱلۡبَيۡتِ وَإِسۡمَٰعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلۡ مِنَّآۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ
السؤال : لماذا طلبا التوبة من الله سبحانه وتعالى مع مكانتهما العلية في الدين ؟
ولما كان العبد مهما كان لابد أن يعتريه التقصر ويحتاج إلى التوبة , قالا : (وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم )
رَبَّنَا وَٱجۡعَلۡنَا مُسۡلِمَيۡنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَآ أُمَّةٗ مُّسۡلِمَةٗ لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبۡ عَلَيۡنَآۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ
السؤال : هل تختلف التوبة باختلاف الأشخاص ؟ وضح ذلك .
التوبة تختلف باختلاف التائبين ; فتوبة سائر المسلمين : الندم والعزم على عدم العود , ورد المظالم إذا أمكن , ونية الرد إذا لم يمكن . وتوبة الخواص : الرجوع عن المكروهات من خواطر السوء , والفتور في الأعمال , والإتيان بالعبادة على غير وجه الكمال . وتوبة خواص الخواص : لرفع الدرجات , والترقي في المقامات .
رَبَّنَا وَٱجۡعَلۡنَا مُسۡلِمَيۡنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَآ أُمَّةٗ مُّسۡلِمَةٗ لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبۡ عَلَيۡنَآۖ
السؤال : ما الحكمة التي دعا بها نبي الله إبراهيم عليه السلام ؟
والحكمة : المعرفة بالدين , والفقه في التأويل والفهم الذي هو سجية ونور من الله تعالى .
رَبَّنَا وَٱبۡعَثۡ فِيهِمۡ رَسُولٗا مِّنۡهُمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ
السؤال : ما المقصود بالحكمة ؟ وما الدليل ؟
الحكمة هي : السنة ;لأن الله أمر أزواج نبيه أن يذكرن ما يتلى في بيوتهن من الكتاب والحكمة , والكتاب : القرآن , وما سوى ذلك مما كان الرسول يتلوه هو السنة .
رَبَّنَا وَٱبۡعَثۡ فِيهِمۡ رَسُولٗا مِّنۡهُمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَيُزَكِّيهِمۡۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ
السؤال : كيف أمرهم بالموت على الإسلام والإنسان لايملك نفسه حال موته؟
فقوموابه , واتصفوا بشرائعه , وانصبغوا بأخلاقه , حتى تستمروا على ذلك , فلا يأتيكم الموت إلا وأنتم عليه ;لأن من عاش على شيء مات عليه , ومن مات على شيء بعث عليه .
فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ
السؤال : هل المراد بالإيمان مجرد القول ؟
أي : بألسنتكم متواطئة عليها قلوبكم , وهذا هو القول التام المترتب عليه الثواب والجزاء ; فكما أن النطق باللسان بدون اعتقاد القلب نفاق وكفر , فالقول الخالي من العمل عمل القلب عديم التأثير, قليل الفائدة
قُولُوٓاْ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ
السؤال : لماذا قدم الإيمان بالله تعالى على الإيمان بالشرائع ؟
وقدم الإيمان بالله ;لأنه لايختلف باختلاف الشرائع الحق , ثم عطف عليه الإيمان بما أنزل من الشرائع .
قُولُوٓاْ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡنَا وَمَآ أُنزِلَ إِلَىٰٓ إِبۡرَٰهِـۧمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ وَإِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَ وَٱلۡأَسۡبَاطِ وَمَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَآ أُوتِيَ ٱلنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمۡ
السؤال : من أكثر الناس حظا في عطايا الله سبحانه؟
دلالة على أن عطية الدين هي العطية الحقيقية المتصلة بالسعادة الدنيوية ولأخروية ;لم يأمرنا أن نؤمن بماأوتي الأنبياء من الملك والمال ونحو ذلك , بل أمرنا أن نؤمن بما أعطوا من الكتب والشرائع .
وَمَآ أُوتِيَ ٱلنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمۡ
السؤال : عدد ثلاثة مواطن من مواطن كفاية الله لنبيه من أذى الكفار .
فسيكفيكهم : وعد ظهر مصداقه; فقتل بني قريظة وأجلى بني النضير , وغير ذلك
فَإِنۡ ءَامَنُواْ بِمِثۡلِ مَآ ءَامَنتُم بِهِۦ فَقَدِ ٱهۡتَدَواْۖ وَّإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّمَا هُمۡ فِي شِقَاقٖۖ فَسَيَكۡفِيكَهُمُ ٱللَّهُۚ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ
السؤال : لماذا سمي الدين بصبغة الله ؟
أي : الزموا صبغة الله , وهو دينه , وقوموا به قياما تاما بجميع أعمال الظاهرة والباطنة , وجميع عقائد ه في جميع الأوقات , حتى يكون لكم صبغةوصفة من صفاتكم , فإذا كان صفة من صفاتكم أوجب ذلك لكم الانقياد لأوامر ه ; طوعا واختيارا ومحبة , وصار الدين طبيعة لكم بمنزلة الصبغ التام للثوب الذي صار له صفة ; فحصلت لكم السعا دة الدنيوية والأخروية .
صِبۡغَةَ ٱللَّهِ وَمَنۡ أَحۡسَنُ مِنَ ٱللَّهِ صِبۡغَةٗۖ وَنَحۡنُ لَهُۥ عَٰبِدُونَ
السؤال : ما الحقيقة الإخلاص لله تعالى ؟
قال سعيد بن جبير : " الإخلاص أن يخلص العبد دينه وعمله لله ; فلا يشرك به في دينه , ولا يرا ئي بعمله " , قال الفضيل : " ترك العمل لأجل الناس رياء , والعمل من أجل الناس شرك , والإخلاص أن يعافيك الله منهما " .
وَنَحۡنُ لَهُۥ عَٰبِدُونَ
السؤال : ذكرت هذه الآية من قبل (آية 134) ; فلم ذكرت هنا مرة أخرى ؟
كررها ; لأنها تضمنت معنى التهديد والتخويف ;أي : إذا كان أولئك الأنبياء على إمامتهم وفضلهم يجازون بكسبهم فأنتم أحرى.
تِلۡكَ أُمَّةٞ قَدۡ خَلَتۡۖ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَلَكُم مَّا كَسَبۡتُمۡۖ وَلَا تُسۡـَٔلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ
أعمال
تذكر أعمال خير عملتها , ومع تذكر كل عمل كرر قول :" ربنا تقبل منا ; إنك أنت السميع العليم ."
رَبَّنَا تَقَبَّلۡ مِنَّآۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ
ادع اليوم بعاء واشمل به ذريتك , وأشركهم فيه .
رَبَّنَا وَٱجۡعَلۡنَا مُسۡلِمَيۡنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَآ أُمَّةٗ مُّسۡلِمَةٗ لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبۡ عَلَيۡنَآۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ
مع محافظتك على تلاوة القرآن الكريم ; حاول أن تبدأاليوم بقراءة في كتب السنة ; خاصة صحيحي .
رَبَّنَا وَٱبۡعَثۡ فِيهِمۡ رَسُولٗا مِّنۡهُمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَيُزَكِّيهِمۡۖ
اسأل الله تعالى الهداية دائما .
وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوۡ نَصَٰرَىٰ تَهۡتَدُواْۗ قُلۡ بَلۡ مِلَّةَ إِبۡرَٰهِـۧمَ حَنِيفٗاۖ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ
اقرأفي الركعة الأولى من سنة الفجر هذه الآية .
قُولُوٓاْ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡنَا وَمَآ أُنزِلَ إِلَىٰٓ إِبۡرَٰهِـۧمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ وَإِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَ وَٱلۡأَسۡبَاطِ
أعلن الحق للناس , وأظهر التزامك به ; فهو أدعى للثبات عليه , وقبول الناس له .
قُلۡ أَتُحَآجُّونَنَا فِي ٱللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمۡ وَلَنَآ أَعۡمَٰلُنَا وَلَكُمۡ أَعۡمَٰلُكُمۡ وَنَحۡنُ لَهُۥ مُخۡلِصُونَ
توجيهات
كلما عملت عملا تتعبد الله فيه فادع بهذا الدعاء .
رَبَّنَا تَقَبَّلۡ مِنَّآۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ
الدعاء بالصلاح والاستقامة للذرية شأن الأنبياء والصالحين بعدهم .
رَبَّنَا وَٱجۡعَلۡنَا مُسۡلِمَيۡنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَآ أُمَّةٗ مُّسۡلِمَةٗ لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبۡ عَلَيۡنَآۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ
لقد كانت الأنبياء تسأل الله التوبة ; فنحن أولى منهم بذلك .
وَتُبۡ عَلَيۡنَآۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ
على المؤمن أن لا يهتم بالشعارات والا دعاءات , ولا تغريه الكلمات , بل عليه أن يبحث عن الحقائق المؤيدة بالأدلة الصحيحة .
وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوۡ نَصَٰرَىٰ تَهۡتَدُواْۗ قُلۡ بَلۡ مِلَّةَ إِبۡرَٰهِـۧمَ حَنِيفٗاۖ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ
لا هداية ولا سعادة في الدارين إلا بالإسلام .
وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوۡ نَصَٰرَىٰ تَهۡتَدُواْۗ قُلۡ بَلۡ مِلَّةَ إِبۡرَٰهِـۧمَ حَنِيفٗاۖ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ
لابد للمسلم أن يظهر عقيدته الصحيحة , ويصدع بها ويدعو لها ; إذهي أصل الدين وأساسه .
قُولُوٓاْ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ
معاني الكلمات
القواعد : الأسس
وأرنا مناسكنا : بصرنا بمعالم عبادتنا لك .
ويزكيهم: يطهرهم من الشرك وسوء الأخلاق .
يرغب : يعرض وينصرف
سفه نفسه : سفيه جاهل .
والأسباط : الأنبياء من ولديعقوب , الذين كانوا في قبائل بني إسرائيل .
شقاق :خلاف شديد
صبغة الله : الزموا دين الله وفطرته .
الأيات المتشابهات
وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَدٗاۗ
قَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَدٗاۗ
وَيُنذِرَ ٱلَّذِينَ قَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَدٗا
وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱلرَّحۡمَٰنُ وَلَدٗا
وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱلرَّحۡمَٰنُ وَلَدٗاۗ
الضابط : كل ماجاء في النصف الأول من القرآن فهو بلفظ الجلالة (لله) وكل ما جاء في النصف الثاني فهو بلفظ ( الرحمن )

