الوقفات التدبرية
(خَتَمَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ وَعَلَىٰ سَمۡعِهِمۡۖ )
الذنوب إذا تتابعت على القلوب أغلقتها إذا أغلقتها أتاها حنيئذ الختم من قبل الله تعالى والطبع ; فلا يكون للإيمان إليها مسلك ,ولا للكفر عنها مخلص ,فذلك هو الختم والطبع الذي ذكره في قوله تعالى : (ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم).
(خَتَمَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ وَعَلَىٰ سَمۡعِهِمۡۖ وَعَلَىٰٓ أَبۡصَٰرِهِمۡ غِشَٰوَةٞۖ )
السؤال : لماذا خصت هذه الأعضاء بالختم والتغشية ؟
ثم ذكر الموانع المانعة لهم من الأيمان , فقال (ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم) أي : طبع عليها بطابع لا يدخلها الأيمان , ولا ينفذ فيها , فلا يعون ما يينفعهم ولا يسمعون ما يفيدهم , (وعلى أبصارهم غشاوة ); أي غشاء وغطاء وأكنة تمنعها عن النظر الذي ينفعهم وهذه طرق العلم والخير قد سدت عليهم ; فلا مطمع فيهم , ولا خير يرجى عندهم , وإنما منعوا ذلك وسدت عنهم أبواب الأيمان بسبب كفرهم وجحودهم
(خَتَمَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ وَعَلَىٰ سَمۡعِهِمۡۖ وَعَلَىٰٓ أَبۡصَٰرِهِمۡ غِشَٰوَةٞۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ)
السؤال : الوسائل السمعيه والوسائل البصرية أيهما أكثر أثرا في البشر ؟
وفي تقديم السمع على البصر في مواقعه من القرآن دليل على أنه أفضل فائدة لصاحبه من البصر ;فإن التقديم مؤذن بأهمية المقدم ; وذلك لأن السمع آلة لتلقي المعارف التي بها كمال العقل ,وهو وسيلة بلوغ دعوة الأنبياء إلى أفهام الأمم على وجه أكمل من بلوغها بواسطة البصر لو فقد السمع
(وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَمَا هُم بِمُؤۡمِنِينَ )
السؤال : في مقدمة سورة البقرة وصف الله أحوال المؤمنين بأربع آيات , والكافرين بآيتين , والمنافقين بثلاث عشرة آية , فلماذا؟
لما تقدم وصف المؤمنين في صدر السورة بأربع آيات ,ثم عرف حال الكافرين بهاتين الآيتين ,شرع تعالى في بيان حال المنافقين الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر ,ولما كان أمرهم يشتبه على كثير من الناس ; أطنب في ذكرهم بصفات متعددة
(وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَمَا هُم بِمُؤۡمِنِينَ )
السؤال :ماأهمية معرفة المسلمين لأحوال المنافقين؟
نبه الله سبحانه على صفات المنافقين لئلا يغتر بظاهر أمرهم المؤمنون; فيقع لذلك فساد عريض من عدم الاحتراز منهم , ومن اعتقاد إيمانهم وهم كفار في نفس الأمر , وهذا منالمحذورات الكبار
(فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ مَرَضٗاۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمُۢ بِمَا كَانُواْ يَكۡذِبُونَ)
السؤال : ماسبب حلول المرض بقلوب المنافقين؟
(في قلوبهم مرض );أي: بسكونهم إلى الدنيا وحبهم لها , وغفلتهم عن الآخرة وإعراضهم عنها . وقوله : (فزادهم الله مرضا ) ; أي :
وكلهم إلى أنفسهم وجمع عليهم هموم الدنيا ;فلم يتفرغوا من ذلك إلى اهتمام بالدين .(ولهم عذاب أليم ) بما يفنى عما يبقى .وقال الجنيد : علل القلوب من اتباع الهوى كما أن علل الجوارح من مرض البدن
(أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشۡتَرَوُاْ ٱلضَّلَٰلَةَ بِٱلۡهُدَىٰ فَمَا رَبِحَت تِّجَٰرَتُهُمۡ وَمَا كَانُواْ مُهۡتَدِينَ)
السؤال : كيف تشترى الضلالة بالهدى؟
أي: رغبو في الضلالة رغبة المشتري بالسلعة التي من رغبته فيها يبذل فيها الأثمان النفسية , وهذا من أحسن الأمثلة ;فإنه جعل الضلالة التي هي غاية الشركالسلعة , وجعل الهدى الذي هو غاية الصلاح بمنزلة الثمن .
أعمال
(وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَمَا هُم بِمُؤۡمِنِينَ )
استعذ بالله من النفاق .
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ لَا تُفۡسِدُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ قَالُوٓاْ إِنَّمَا نَحۡنُ مُصۡلِحُونَ أَلَآ إِنَّهُمۡ هُمُ ٱلۡمُفۡسِدُونَ وَلَٰكِن لَّا يَشۡعُرُونَ )
بين لمن حولك الخطورة والأكاذيب ممن يزعمون أنهم يدافعون عن حقوق المرأة وهم يريدون تحرير الوصول إليها.
ادع اليوم بأن يكفي الله الأمة شر المنافقين
توجيهات
(خَتَمَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ وَعَلَىٰ سَمۡعِهِمۡۖ)
المعصية قد تكون سببا لأن يختم الله على القلب فلا يستطيع الوصول إلى الحق .
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ لَا تُفۡسِدُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ قَالُوٓاْ إِنَّمَا نَحۡنُ مُصۡلِحُونَ )
فضل الله أحوال الكافرين في آيتين , وأحوال المنافقين بثلاث عشرة آية لأن خطر المنافقين أشد من خطر الكافرين ;فالمنافقون ينخدع بهم عوام المسلمين.
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ ءَامِنُواْ كَمَآ ءَامَنَ ٱلنَّاسُ قَالُوٓاْ أَنُؤۡمِنُ كَمَآ ءَامَنَ ٱلسُّفَهَآءُۗ أَلَآ إِنَّهُمۡ هُمُ ٱلسُّفَهَآءُ وَلَٰكِن لَّا يَعۡلَمُونَ)
من صفات المنافقين احتقار الصالحين و التقليل من شأنهم.
معاني الكلمات
ختم الله : طبع الله
غشاوة:غطاء
مرض: شك ونفاق
يعمهون: يتحيرون, ويعمون عن الرشد

